شاء الله أن تتحول الضبعة إلى ساحة للصراع على السلطة وأن يكشف إبراهيم كامل عن وجهه تماما كممول له لا يكتفي بتحمله حملة الملصقات والشعارات التي شهدتها مصر في الأسابيع الأخيرة والداعية لدخول جمال مبارك الإنتخابات الرئاسية القادمة وتنحي والده عنها، وإنما الوقوف بصلف وتحد أمام قرار إختيار الضبعة مكانة لإقامة أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية.
إبراهيم كامل الذي كان موجودا خارج مصر عندما اتخذ الرئيس مبارك هذا القرار الذي وصف بأنه ضربة موجعة للوبي التوريث، علق بلغة تحد خارجة عن الذوق واللياقة "يتخذون قرارا أو لا يأخذون.. رأيي لن يتغير وسوف يكون لي رد عندما أعود إلى مصر مطلع الأسبوع المقبل".. وذلك وفقا للمصري اليوم الخميس الماضي.
لم يتحدث أحد من قبل في مواجهة قرار رئاسي بهذا الصلف مما يعني أن لوبي التوريث وصل إلى درجة الاحساس بأنه الأحق بمصر وبكل ما عليها من بشر وأرض، وآن الأوان للرئيس مبارك أن يستريح ويريحهم!
يريد رجال الأعمال تحويل الضبعة إلى إمتداد للمنتجعات السياحية في الساحل الشمالي الغربي، فهي بالنسبة لهم وأولهم إبراهيم كامل الذي يضخ استثمارات فيها ويملك قرية وفندقا، مكانا استراتيجيا لمزيد من الثراء غير المنضبط ومزيد من إغراق الوطن في مجتمع الربع في المائة الذي يملك كل شئ ويقاتل بإصرار ودأب لكي يضمن ذلك مضحيا بالمصالح الاستراتيجية العليا.
كشفت الضبعة التي لم يتحمل بسببها إبراهيم كامل صبرا أن الصراع بين جناحين في الحزب الوطني لم يعد مستترا بعد أن وصل أحدهما وهو المؤيد للتوريث إلى الوقاحة وقلة الأدب في مسألة إنتقال السلطة، وهذا الوصفان استوردتهما من قاموس أحد أقطاب الحزب الكبار وهو الدكتور علي الدين هلال عندما تحدث عن أولئك الذين يطالبون الرئيس مبارك بعدم الترشح وافساح المجال لنجله!
خرج صفوت الشريف معلنا أن الرئيس مبارك هو مرشح الحزب في الإنتخابات القادمة، فلم يسكت لوبي التوريث واعتبر كلامه حلاوة روح من الحرس القديم.
ثم جاء القرار الحاسم بشأن الضبعة ليؤكد لنا أننا ما زلنا أمام إرادة طيار مقاتل محب لوطنه لا يقبل المغامرة به وتسليمه للوبي هش لا يرى في الأفق سوى مصالحه ولا يتورع أن يستعين بالنجل في وجه الوالد لتمرير مخططات النهب والإستيلاء.
لا أعرف ما هو الرد الذي سيتخذه إبراهيم كامل عندما يعود للمحروسة، لكنه على أي حال يدل على أنه وصل لمرحلة التمرد على رئاسة الرئيس مبارك ويسند ظهره على حائط قوي يمنحه الشجاعة والبجاحة!