كان المقاتل المناضل القائد البطل إبراهيم الرفاعي يقف شامخًا يرقب حركة المعركة بين جنوده وضباطه الذين خاض بهم أعظم وأنبل وأشجع وأقوي وأسمي معارك المجموعة 39 في مواجهة العدو الإسرائيلي، ظل لست سنوات يقود أشرف وأجرأ الرجال في عمليات خلف صفوف العدو في قلب معسكراته ومواقعه وفوق دشمه وحصونه يضرب ويقتل وينسف ويدمر ويلقي في قلوبهم الرعب ويخلق بين صفوفهم أفدح الخسائر، كان إبراهيم الرفاعي هو من اخترق خط بارليف قبل أن يفعلها أبطال 6 أكتوبر، وكان أول من عبر القناة قبل وقت طويل جدًا من لحظة العبور العظمي وكان أول من كسر أسطورة الجيش الذي لايقهر قبل أن تتحطم ظهيرة العاشر من رمضان، كان الرئيس جمال عبدالناصر لاينام قبل أن يتحدث في التليفون مع قادة الجيش ليعرف هل عاد الرفاعي من عمليته في سيناء ويطمئن علي عودته.
والآن وهو في الموقع حيث المعركة حاسمة والجيشان في حرب المواجهة الكاملة يتلقي مكالمة تليفونية تحت قصف النار من الرئيس أنور السادات يطالبه بتدمير معبر الثغرة الذي عبره الإسرائيليون، كان الرفاعي يشق طريقه داخل عمق صفوف العدو المتكتلة والمتحركة وهو يحمل مع جنوده مضادات الدبابات يحلف بالله أنه لن ينحني أبدًا، ففي صباح 6 أكتوبر هاجم الرفاعي محطة بترول بلاعيم لتكون أول عملية مصرية في عمق إسرائيل، ثم مطار شرم الشيخ صباح مساء السابع من أكتوبر، ثم رأس محمد، وشرم الشيخ نِفَسٌ ها طوال يوم 8 أكتوبر، ثم شرم الشيخ للمرة الثالثة في 9 أكتوبر .ثم مطار الطور الإسرائيلي في 10 أكتوبر، واستطاع في هذا اليوم قتل جميع الطيارين الإسرائيليين الموجودين في المطار، ثم قام بدك مطار الطور مرة ثانية في 14 أكتوبر، ثم آبار البترول في الطور يومي 15و16 أكتوبر، ضرباته في خصر العدو وبطنه وقلبه وعقله منذ ست سنوات كانت موجعة وهائلة وضرباته منذ يوم ستة اكتوبر كانت قاتلة وباهرة.
واليوم في التاسع عشر من أكتوبر الموافق 27رمضان الليلة التالية لليلة القدر سيجهض الثغرة وهو يضع أجهزة الاتصال بجنوده حول عنقه واقفًا شامخًا فوق التبة ينزل علي شارون بشواظ من نار ولهب ويفاجئ العدو الذي ظن أنه تمكن واستوطن، وجنود الرفاعي يطلبون منه أن يخفض رأسه وأن يخفي قامته حيث يندفع شارون بمدافعه يريد أن ينال من قائد هذه المجموعة التي ذبحت كبرياء إسرائيل، المدافع تصب نيرانها علي موقع إبراهيم الرفاعي فتذهب شظية من فوهة مدفع لتضع علي صدر الرفاعي الوسام الأعظم، تحت قصف المدافع وضرب النار وقذف الصواريخ ودم إبراهيم الرفاعي ينزف في حضن جنوده الجبارين الملتاعين بمشهد قائدهم الأعظم وهو يقفز نحو الشهادة، نظر مبتسمًا وقال لهم تلك الجملة التي حفرها في قلوبهم.
«ياسلام ياولاد أما ريحة الجنة حلوة بشكل».