طالبت برئيس مواز افتراضي متناسياً أن هناك رئيسا موازياً حقيقيا وقويا جدا، وعاصمة له يذهب إليها عندما يزعل أو يأخذ على خاطره أو عندما يريد الضغط على الدولة الجارة والرئيس الجار!
ذهب المطبباتي مصطفى الفقي إلى دير الأنبا بيشوي ليطيب خاطر البابا شنودة رئيس الدولة الثانية في مصر. هذه من نوادر الدنيا والسياسة أن يتقلد رجل دين منصب رئيس دولة موازية تعيش داخل الدولة الرسمية.
الرئيس الرسمي هو الذي منحه ذلك المنصب، وفصل جزءا من شعبه على أساس ديني وهم المسيحيون ليتولى أمرهم في كل شيء الرئيس الموازي البابا شنودة.
اجتمع الفقي مع الرئيس شنودة الثالث حاملا إليه دعوة من الرئيس الرسمي لحضور جلسة مجلسي الشعب والشورى اليوم. حضر الاجتماع أركان دولة البابا، وفيه قال إنه يشعر بالغضب مما يتعرض له الأقباط.
وساطة مصطفى الفقي استمرت ثلاث ساعات سلم خلالها رسالة من جمال أسعد الذي اختاره الرئيس مبارك عَضّوِا لمجلس الشعب بالتعيين. يقال إن البابا غضب من هذا الاختيار بسبب مواقف أسعد ضد جماعة أقباط المهجر المعادية لمصر والتي تعلن موالاتها لإسرائيل ولأثيوبيا إذا دخلت معنا حربا على النيل!
وقال أسعد لبرنامج تلفزيوني إن رسالته تحمل اعتذارا للبابا إذا كانت مواقفه السياسية تسببت في زعله!
في السودان ينتظرون مولد العاصمة الجديدة "جوبا" للدولة المرتقبة "جنوب السودان". أما في مصر فدولة البابا شنودة قائمة بالفعل وعاصمتها دير الأنبا بيشوي، والقاهرة تعترف بها رسميا بدليل أنها تبعث لها وسيطا على درجة كبيرة من الأهمية هو الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى.
العاصمة الموازية "دير الأنبا بيشوي" أعلنت أن الرئيس شنودة استجاب للوساطة وأنهى اعتكافه وسيحضر جلسة افتتاح البرلمان الجديد!
المفترض حسب البرتوكول أن يقيم له الرئيس مأدبة غداء أو عشاء ويعقد معه اجتماعا يحضره كبار رجال الدولتين وأن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.
لكن هل يتنازل الرئيس البابا ويحضر المؤتمر بنِفَسٌ ه أم ينوب عنه الأنبا يؤانس أو الأنبا موسى أو مسئول على مستوى رفيع جدا هو الأنبا بيشوي؟!
لا أعرف ما هي التنازلات التي حملها معه الوسيط مصطفى الفقي في زيارته للعاصمة الموازية.. لكنها حسب بعض المصادر كانت تنازلات كبيرة جدا.. أخطر ما فيها التنازل عن هيبة وسلطة الدولة الأم.