1)
).2)
أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله
تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}
(المائدة:2). لأن انخراطك في الدعوة إلى الله يعني أنك
تتعاونين مع كل المصلحين على وجه الأرض...!3)
ابتغاء أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم،
فهو سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69).4)
ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى
الله ـ تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم
القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟.. وعن جسمك فيما أبليته؟.. وعن مالك فـيم
أنفقتــه؟..
5)
احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله
فيك.6)
احتسبي أن تكوني قدوة للآخرين في المسارعة
للعمل الدعوي فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك وصديقاتك... إلخ. سيتأثرون بنشاطك
الدعوي وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ويبقى لك فضل الدلالة على الخير
بالقدوة العملية..7)
احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها
الدعوة إلى الله، ( عينيك .. أذنيك .. لسانك .. يديك .. قدميك ) . واحتسبي أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من
باب شكر الله على تلك النعم . 8)
ثباتاً لك .. واعتباراً بالآخرين، لأن عملك في
الدعوة إلى الله سيجعلك تشعرين بعظم نعمة الله عليك ، حيث ستستمعين إلى مشاكل نساء
كثيرات، وستطلعين على أحوال أخريات، وكل ذلك يدفعك إلى التأمل في نعم الله التي
تتقلبين فيها !.. ويزيد من خضوعك وتذللك لرب السموات .. كما أنك
ستحقرين عملك عندما تقابلين بعض النماذج
الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من
بذل الجهد قبل الفوات ...
ماذا تحتسبين عند استخدامك الهاتف؟ جهاز صغير في منزلك تستطيعين من خلاله جمع عدد كبير
من الحسنات بإذن الله!! بيد أن النساء بين
مُفرِطَة فيه ومُفَرِطة... فكوني أنت وسطاً بينهن تتحكمين فيه ولا يتحكم
فيك.هل عرفته؟ أحسنت...
فهلا احتسبت يافراشة الزهور هذه
الأمور عند استخدامك الهاتف:
1.
ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره[1]
فليصل رحمه"[2].2.
ثواب إدخال السرور على من تحادثين، عند اتصالك
للسلام والسؤال عن الأحوال..
3.
ثواب الكلمة الطيبة، في مكالمات التهنئة أو
التعزية وغيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة"[3].4.
احتسبي نية العبادة والتقرب إلى الله عند
استخدامك للهاتف بما يفيد عموماً.
5.
احتسبي الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل
أكثر من عبادة في وقت قصير.
مثال: مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية:
بر الوالدين.. صلة الرحم.. إدخال السرور على مسلمة... قضاء حاجتها إن كان لها
حاجة.. الكلمة الطيبة.. أجرالُسٌلُامًفي بداية ونهاية الاتصال... إلخ.
6.
أجر قضاء حوائج المسلمين... عندما تتصل بك من
تطلب منك بعض الحاجيات أو المساعدة في حل مشكلة تعاني منها... وقد يستدعي الأمر أن
تقومي بالاتصال هاتفياً بها عدة مرات من أجل قضاء حاجتها، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "...من كان في
حاجة أخيه كان الله في حاجته"[4].7.
أجر طلب العلم الشرعي، بسؤال أهل العلم عبر
الهاتف، مع مراعاة اختيار الوقت المناسب للاتصال، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "... وإن
الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع..."[5].8.
ثواب طلب النصيحة من أهلها، وبذلها لمن يحتاج
إليها من خلال المكالمات الهاتفية وما في ذلك من ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.9.
احتسبي عند استخدامك للهاتف أن يساعدك على
القرار في البيت فذلك أمر يحبه الله لأنه أمرنا به قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (الأحزاب:33). فبإمكانك استخدام الهاتف للتقليل من حاجتك إلى
الخروج. كالسؤال عن بعض الأقارب، أو التأكد من وجود حاجتك في المكان الذي ستقصدينه
قبل الذهاب إليه لئلا تضطري للخروج من منزلك عدة مرات فتضيع عليك الأوقات..!10.
ثواب الدعوة إلى الهدى والدلالة على الخير[6]
عندما تقومين ببعض المكالمات الهاتفية التي تعلنين من خلالها عن إقامة محاضرة
مفيدة أو سوق خيرية أو تدلين على شريط أو كتاب نافع أو أي عمل صالح..11.
لُطف منك أن تستخدمي الهاتف في الإصلاح بين
الناس وهذا لا يكون إلا للنساء الموفقات اللاتي يبحثن عن الأجر حقاً، بالمقابل
تجدين هناك فئة من ضعيفات الإيمان ما أن يسمعن عن خلاف بسيط بين اثنتين حتى يتبرعن
باستخدام الهاتف لتأجيج نار العداوة، فهذه تفسد زوجة على زوجها وتلك تحرض الأخرى
على أم زوجها أو على زوجة ابنها ... إلخ. وما علمت المسكينة أن كلمة تهوي بصاحبها
في النار سبعين خريفاً!!. ماذا تحتسبين في الإصلاحبين
الناس ؟ فلانة لا تقصد ... إنها تودك كثيراً ... ولكن ربما
خانها التعبير فلم تختر اللفظ المناسب ... ولربما كانت في ذلك الوقت تعاني من ضغوط
نِفَسٌ ية ... أو أن مزاجها كان متعكراً ... لا أتوقع أبدا أنها تنوي الإساءة إليك ...
ولعلها الآن تتألم لما حدث ... كما أني متأكدة من طيبة قلبك وسعة صدرك ...ثم أن الناس – يا أخيتي
– بيئات ..... ومجتمعات ....... وتربيات مختلفة وربما لم يتح لها من التربية ما
يكفي لأن يجعلها تتقن فن التعامل مع الآخرين ! فنشأت بهذه الطريقة وهي لا تحسن
سواها لأن ذلك عسير عليها ، وقد لا يشعر بما هي عليه من خطأ ! .فاحمدي الله- عزيزتي –
أن عافاك مما ابتلاها به ، وأن سخر لك أسرة صالحة أحسنت تربيتك وعلمتك الأدب
وطريقة التعامل مع الناس . ... واعذريها فقد تكون محرومة من الخير الذي عندك فلا
تؤاخذيها وسلي الله العافية لك ولأختك المسلمة ، ولا تردي لها الإساءة بل عامليها
بالحسنى عسى أن تتأثر من أسلوبك في التعامل معها ، عسى أن تتعلم ويكون لك أجر
الإحسان إلى مسلمة...! يا طيبة القلب ...... تأملي المثال السابق ولتتسع الصدور
للإصلاح بين المتنازعين، وإنها والله لمهمة النفوس العظيمة التي تعمل بصمت وتحتسب
: 1- الأجر العظيم ....قال الله تعالى : {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ
نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ
النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ
أَجْراً عَظِيماً} (النساء:114)قال الله تعالى{إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ
الْمُصْلِحِينَ} (لأعراف:170). 2- أن يرحمك الله، قال
الله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
(الحجرات:10) فإصلاحك بين المتنازعين سبب لأن يرحمك الله ،
لأنه سبحانه "رتب على القيام بالتقوى وبحقوق المؤمنين الرحمة فقال: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وإذا حصلت الرٌحًمِة حصل خير
الدنيا والآخرة، ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرٌحًمِة
"[7].
3- احتسبي أجر دفع الضرر
والأذى عن المسلمين فإن الخصومة بين المتنازعين يضرهما في الدنيا والآخرة . 4- أجر الإحسان إلى
المتنازعين بالإصلاح بينهما... قال الله تعالى : {إِنْ أَحْسَنْتُمْ
أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ }(الاسراء:
7)5- أن تحصلي على درجة أفضل
من درجة نافلة الصلاة والصيام والصدقة...! قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام
والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة
"[8]
. أي تحلق الدين..6- أن يكون أجرك على الله
.. ولك أن تتخيلي – عفواً – أقصد لن تستطيعي أن تتخيلي عظم هذا الأجر فالأمر مطلق
ومفتوح. قال تعالى: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ
مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ } (الشورى:40). قال ابن شهاب :
" ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها "[9] . ما
الذي تحتسبينهفي صبرك؟ لماذا أنت حزينة هكذا ؟ ... وما هذه الهموم التي
تخفينها بين أضلعك ؟...لقد أتعبك الأرق
والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك...لماذا كل هذه المعاناة...؟ فهذا أمر قد جرى وقدر،
ولا تملكين دفعه إلا أن يدفعه الله عنك، ولا يكلف الله نِفَسٌ اً إلا وسعها فلا تكلفي
نِفَسٌ ك من الأحزان مالا تطيقين !... استغلي مصيبتك لصالحك
لتكسبي أكثر مما تخسرين، كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة – عفواً – إنها
عبادات كثيرة وليست واحدة !.. كالتوكل ... والرضا .. والشكر. فسيبدل الله بعدها
أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبها فلن تجزع من مصيبتها
وهذا والله من السعادة ... ألا ترين أن أهل الإيمان أبش الناس وجوها مع أنهم
أكثرهم بلاء ! فكوني فطنة ... فالدنيا
لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها .... وقد قيل : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه أيتها الصابرة ربما وجدت نِفَسٌ ك فجأة في
بحر الأحزان تغالبين أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير... بينما تجدفين
بحذر يمنة ويسرة... ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك...
وفي تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك من الله إلا إليه فذرفت عيناك...
وخضع قلبك معها... واتجه كيانك كله إلى الله يدعوه يا رب ... يا رب ... يا فارج
الهم فرج لي... هنا سكن بحر الأحزان...
وهدأت أمواج العالية... وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان... إن شيئاً من الواقع لم
يتغير سوى ما بداخلك... قال الله تعالى: {إِنَّ
اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:
11). لقد تحول جزعك إلى
تسليم، وسخطك إلى رضى ... فاجعلي هذه الهموم والأحزان أفراحا
لك في الآخرة فهي والله أيامك في الدنيا ولياليك فاصبري واحتسبي: 1-أجر الصابرين، فالصابرة يكب عليها الأجر بلا
عد ولا حد، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10). 2-أن تفوزي بمعية القوي العزيز، قال الله تعالى:
{ َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46). 3-أن يحبك الله وما أنبلها من غاية، قال الله
تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل
عمران:146).4-أن تكون لك عقبى الدار، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا
الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ
بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ
كُلِّ بَابٍ (23)سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا
صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد:22-24).5-احتسبي في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله
ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ
إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود:49).6-أن تكوني من المفلحين الناجين، قال الله
تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران:200).7-المغفرة والأجر الكبير، قال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (هود:11).8-أن تنالي صلوات من ربك ورٌحًمِة وهداية لما يحبه ويرضاه... قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:155-157).9-
انظري إلى الأشجار في فصل الخريف كيف تتساقط
أوراقها ما أروع هذا المنظر!.. إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط
الشجرة ورقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه
إلا حط الله [ به] سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"[10]. كلمة أخيرة... الصبر - يا أختي - ليس فقط على أقدار الله المؤلمة… إنما هناك أيضا الصبر
على طاعة الله وتنفيذ أوامره كذلك الصبر عن فعل المعاصي… فلا تنسي أن تحتسبي تلك
الأجور في جميع أنوع الصبر… قال بعض السلف:
(لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس). عبادات سهلة
عزيزتي
...
كم مرة في اليوم تحتاجين للذهاب إلى دورة المياه ؟! عفوا ... لا تتعجبي من سؤالي حتى تجيبي على السؤال الآخر !
هل فكرت أن تحتسبي الأجر عند ذهابك إلى دورة المياه؟
قد تقولين باندهاش: أحتسب ماذا ؟.
1- أجر ترديد دعاء دخول الخلاء، وما في ذلك من
متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مرة تريدين أن تدخلي إلى دورة المياه, فقد
ثبت في الصحيحين, عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كان يقول
عند دخول الخلاء: "اللهم
إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". 2- أجر ترديد الدعاء في كل مرة تخرجين فيها من بيت الخلاء وما فيه
من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي سنن أبي داود والترمذي, أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يقول: "غفرانك". 3- وعند تنعلك لدخول دورة المياه احتسبي أجر الاقتداء بنبيك محمد
صلى الله عليه وسلم في البدء بالانتعال باليمين, وعند خلع النعلين إبدئي بالشمال,
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين, وإذا
انتزع فليبدأ بالشمال لتكن اليمين أولهما تنعل وآخرها تُنْزَع"[11]. 4- أجر متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخولك الخلاء برجلك
اليسرى وتقديم اليمنى في الخروج، "فيستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقدم رجله
اليسرى في الدخول وتقديم اليمنى في الخروج، فاليسرى تقدم للأذى واليمنى لما سواه،
ولقد ذكرى النووي وغيره من العلماء قاعدة وهي: أن ما كان من التكريم بدىء فيه
باليمنى وخلافه باليسرى ، ودليل هذه القاعدة أحاديث كثيرة في الصحيح "[12].
أربع سنن بسيطة تطبقينها عدة مرات في
اليوم.
فلو افترضنا أن الإنسان يحتاج لدخول الخلاء خمس مرات يومياً, فإنه سيطبق
هذه السنن عشرين مرة في اليوم, وفي خلال أسبوع واحد سيطبقها مائه وأربعين مرة
تقريباً..! تُرى كم من الحسنات ضاعت على كثير من الناس ؟!. رغم أني لا أقول في العمل حسنة واحدة لأن الله
يضاعف الحسنات !!.
5- أجر المداومة على الأذكار الواردة والأفعال المسنونة في أوقاتها
ومواضعها, كل ذلك يقربك إلى الله أكثر... عسى أن يكتبك الله في الذاكرين الله
كثيراً والذاكرات... واحتسبي أيضاً أن يحبك الله, لأن متابعتك للرسول صلى الله
عليه وسلم في جميع أحوالك يؤدي إلى حب الله لك... قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(آل عمران:31). أخيتي...
لئن ضعفت الهمة عن القيام بالأعمال والعبادات الجليلة كحفظ القرآن الكريم
وقيام الليل وصيام النهار...إلخ. فحاولي تدارك النقص الكبير باحتساب أجور أعمال أخرى تستطيعين القيام بها
بسهولة!..
فهناك كثير من العبادات السهلة التي قد يتهاون بها الإنسان بينما يستطيع أن
يجني من خلال ممارستها الحسنات العظيمة إذا أخلص العمل وداوم عليه... مثال: إلقاء
تحية الإسلام وردها - تشميت العاطس - الابتسامة - الكلمة الطيبة - التيمن - توزيع
الكتب والأشرطة الإسلامية... إلخ.والمحرومة من حرمت حتى من نعمة القيام بالعبادات السهلة تكاسلاً وغفلة وهذا
من الخذلان وقلة التوفيق فلا تكوني من المحرومين .
ماذا
تحتسبين في السترعلى المسلمين؟ العجيب أن بعض النساء قد تهتك ستر أقرب الناس إليها!..فهذه تقول: زوجة ابني تفعل وتفعل...وأخرى تفضح أسرار أقاربها...وثالثة
تقول: زوجي كذا وكذا... أما الرابعة فتشهر بزوجة أخيها في كل مجلس...وتلك لم يبق
أحد لا يعرف أفعال أم زوجها وأخواته... فضلا عن التشهير بالجيران، وزميلات العمل
مرورا بالمديرة إلى المستخدمات...وهناك المعلمة التي تهتك ستر الطالبة...كما نال
الخادمات في المنازل الحظ الأوفر من التشهير وهتك الستور! قد تفعل بعض النساء ذلك كله وتعتبره بكل بساطة من باب الفضفضة ومتعة
الحديث!!... وما علمت أن كل هؤلاء مسلمات حرام عرضهن.يا شذي الخزامى...قد تطلعين على أسرار بعض البيوت إما مباشرة لإحتكاكك القوي بهم، أو لحاجتهم
إلى استشارتك في خصوصياتهم، وربما تطلعين على تلك الأسرار بطريقة غير مباشر كأن
تصلك أخبار أكيدة عن "أسباب طلاق فلانة".. وقد تكونين على علم بأمور
حساسة تتعلق "بالخصومة التي بين آل فلان وآل فلانة" فاحذري! أن يكون هتك
تلك الستور حديثك في المكالمات الهاتفية والمجالس الخاصة حيث حلوى بعض النساء أعرض
المسلمين مع الشاي والقهوة!!..ينبغي يا عزيزتي...ألا تتهاوني بذكر أسماء الأشخاص عند سردك للمواقف والأحداث التي هي في
الغالب أسرار خاصة بأصحابها، ويغنيك عن ذلك إن كنت لابد قائلة أن تقولي:
"هناك امرأة فعلت كذا... أو شخص حدث له كذا " ونحوه...بشرط ألا يتمكن المستمع إلى حديثـك من استنتاج الشخص الذي تقصدينه..بهذه الطريقة تقولين ما تريدين، وتحفظين لسانك من الغيبة، وتسترين عورات
المسلمين من أن تنكشف أمام الناس عن طريقك فتأثمين...فكونك اطلعت على بعض الأمور
الخاصة بأصحابها أو كنت قريبة من الأحداث الساخنة فإن ذلك لا يبيح لك أبدا
نشرهــا!لأن المؤمنة تستر وتنصح
والمنافقة تهتك وتفضح... وكل المطلوب منك النصيحة لله، والستر على المسلم ما لم
يجاهر بمعصية، أو يتمادى فيها... أظنك الآن قد تعودت على الاحتساب فاستري على المسلمين والمسلمات
واحتسبي:1.
أن يسترك الله في أعظم يوم سيمر عليك منذ أن
ولدتك أمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره
الله يوم القيامة"[13].2.
عرضي نِفَسٌ ك لرٌحًمِة الله، قال الله تعالى: {ِإنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف:56).
فلا تزهدي بالإحسان إلى مسلم بالستر عليه، فالمحسنة قريبة من رحمته تعالى...3.
احتسبي أن يتحقق لك الإيمان، قال صلى الله
عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم
حتى يحب لأخيه ما يحب لنِفَسٌ ه"[14]، فكما أنك لا ترضين أن يهتك سترك أمام الناس
فلا ترضيه لغيرك!.4.
احتسبي أن يحسن إسلامك، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "من
حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"[15]، والحديث عن أسرار الناس وخصوصيتهم أمر لا
يعنيك.5.
ثواب ترك الغيبة لوجه الله تعالى، فالغيبة جهد
العاجز، والإنسان مأجور على التروك حيث إن من تتكلم فيما لا يعنيها في الغالب أنها
ستغتاب والعياذ بالله...6.
أن يحبك الله، لأنه سبحانه يحب الستر كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ـ عز وجل ـ حليم حيي ستير يحب الحياء والستر"[16]، فإذا أنت فعلت محاب الله أحبك الله.7.
احتسبي عند سترك على مسلم أو مسلمة أنك
تحافظين على المجتمع المسلم من انتشار الرذيلة لأن انتشار أخبارها طريق إليها حيث
تألفها النفوس فلا تنكرها!.ولكن... الستر لا يعني أن تترك الإنكار والنصيحة لمن يحتاجها، بشرط ألا تفضحيه
مادام مستترا غير مجاهر إلا إذا كان سترك عليه يجعله يتمادى في غيه ويعينه على
الفساد فحينها يجب أن ترفعي أمره إلى من يقوم على إصلاحه وتأديبه وأنت في ذلك كله
مأجورة إذا احتسبت إنقاذ مسلم أو مسلمة من عذاب الله... عن علام بن مسقين، قال: سأل
رجل الحسين فقال: يا أبا سعيد:
(رجل علم من رجل شيئــا، أيفشي
عليه؟، قال يا سبحــــان الله! لا)[17]. عندما
ترتدين حجابكماذا تحتسبين ؟ سـؤال؟ : الفرح والحزن ... تلك المشاعر أين تبدو؟
حـديث العيون وفتنتها ... أين يـكمن؟
الاهتمام أو اللامبالاة ... كيف
نحس بهما؟
علامات الجمال والملاحة... مشاعر الحب أو الكراهية... كلها نقرأهــا في
صفحات الوجه... فهل توافقينني الرأي؟..عزيزتي...لو قدمت لك سبع صور "لأيدي نساء"، وطلب منك أن تحددي المرأة
الجميلة من الدميمة من خلال صور أيديهن فقط!أظنك ستقولين بتعجب: بالتأكيد لن أستطيع تحديد ذلك، فقد تكون اليد جميلة
بينما صاحبتها دميمة، فمن الظلم أن أحكم على جمال امرأة من خلال يديها!!ولكن دعوني أرى وجهها لأصدر لكم الحكم العادل.أحسنت يا موفقة...فإنك لو حكمت على جمال امرأة من خلال صورة يدها لخالفك الجميع في ذلك بينما
لو قدمت لك سبع صور لوجوه نساء مختلفات، لحددت مباشرة الجميلة من الدميمة دون أن
تحتاجي لأن تطلبي رؤية يدها ولا قدمها!.. فالأمر واضح أمامك وسيؤيدك الجميع إلى ما
ذهبت إليه...قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: " ولا يخفى أن وجه
المرأة هو أصل جمالها، ورؤيته من أعظم أسباب الافتتان بها ـ كما هو معلوم ـ
والجاري على قواعد الشرع الكريم هو تمام المحافظة والابتعاد عن الوقوع فيما لا
ينبغي"[18].أخيتي انتبهي! نعم انتبهي جيدا… !قفي الآن أمام المرآة وتحسسي وجهك بيدك… وتأملي تلك
النضارة… تأمليها بعمق… هل هان عليك أن تلفحه النار ؟ فيسقط الجلد وتبقى العظام
!...
[2] - البخاري
ـــ الفتح 10 (5986) ومسلم (2557).
[3] -
البخاري ـــ الفتح 6 (2989).
[4] -
جزء من حديث رواه البخاري ومسلم
[5] -
جزء من حديث رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن، انظر صحيح الجامع 5/302.
[6] -
ينظر "دليل الخير" في هذا الكتاب ص23.
[7]- تيسير الكريم الرحمن في
تفسير كلام المنان لابن سعدي / 5 .
[8] -
أبو داود 4 (4919). والترمذي 4 (2509) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح.
[9] -
البخاري ـــ الفتح 5 (353).
[10] - البخاري:
كتاب المرض، باب وضع اليد على المريض (5660).
[11] -
البخاري ـــ الفتح 10 (5856).
[12] -
ينظر "غاية المرام شرح مغني ذوي الأفهام" لعبد المحسن العبيكان، 1/231.
[14] -
البخاري ـــ الفتح 1 (13).
[15] -
البخاري ـــ الفتح 1 (13).
[16] -
النسائي (1/ 200) وقال الألباني (2/ 758) ح 3387: صحيح.
[17] -
مكارم الأخلاق (504).
[18] -
أضواء البيان (6/200).