أمس وصلت الرسالة أو ينبغي أن تكون قد وصلت للنظام وحوارييه بأنه يجب أن يفهم مبكرا، ولا يتأخر طويلا ليردد العبارة نِفَسٌ ها التي قالها زين العابدين بن علي في ساعاته الأخيرة "أنا فهمتكم"!
يكفي أن النظام في القاهرة لم يصدق كل النصائح بأخذ الدرس البليغ من الانتفاضة التونسية، وانهاء ثلاثين عاما من الجمود والركود والغلاء والفساد والديكتاتورية وسيطرة الحزب الواحد والقبضة البوليسية.
لكنه صدق مستشاري السوء، من قالوا له إن قبضته الأمنية مخيفة، وشعبه ليس كالتونسيين، ومصر غير تونس. فكان الثمن أن قدمت بلادنا أمس وفي وقت مبكر من انتفاضتها ثلاثة ضحايا في مدينة السويس ووسط القاهرة.
لا يجب أن يصر النظام طويلا على تحديه لمشاعر الناس ولا أن يرفض استلام الرسالة التي وصلته بكل وضوح أمس عبر تظاهرات القاهرة والسويس والمنصورة والإسكندرية ودمياط وغيرها.