اليوم وأنا أتكلم مع مديرة مكتبي قالت لي مهما تكلمت يادكتور عن زواج الأقارب فليس هناك من مستمع وسوف يستمر هذا الموضوع إلى ماشاء الله فقلت لها إن علينا النصح وليس الإلزام وليتحمل كل مسؤليته ,وتذكرت إحدى العائلات التي تتعالج في عيادتي ومعظمها مصاب بالوضح ( البرص ) وهو مرض وراثي له ثلاثة أنواع أحدهم هوالبرص العيني .
وذات مرة قلت لوالدة أحد الشباب وهو مصاب بالبرص أنه يجب أن توقفو الزواج من بعضكم فجاوبتني وهي منزعجة
( يا دكتور بناتنا جميلات كلهم بيض وذوي شعر أشقر فكيف نفرط بهم للغريب ) وهكذا فقدت هذه العائلة كمرضى لدي وأصبحت النصيحة فضيحة .
إن ذلك لم يزعجني ولكن أظهر لي مقدار الجهل الذي يجب أن نعمل على محاربته وعلى كافة الأصعدة فعندما كنت أضع حزام الأمان منذ عشرة سنوات كنت موقع تندر لدى السائقين الأخرين ولكن هل يجب أن تتعرض لحادث لكي تعرف أهميته , هل يجب أن تصاب بالمصيبة حتى تدرك أهمية الوقاية . إذ ناقشني الكثيرون هل هو من الضروري وضع حزام الأمان داخل المدينة والسرعات محدودة أصلاً فأذكر حادث زميل لي طبيب قلبية من المشاهير بحلب وهو يقود سيارته ال بي أم الكبيرة وهو يوشك أن يتوقف على أشارة مرور إي أن سرعته لا تتجاوز العشرة كم/ سا وإذ بسيارة سابا صفراء تأتي كالصاروخ من شارع جانبي وتصطدم به فطار من كرسي القيادة وأصطدم رأسه بالسقف وأصطدمت ركبته بالمقود و أدى الحادث إلى إعطاب السيارة ولكن ذلك غير مهم إذ إنه أضطر إلى ملازمة المنزل لمدة أسبوع بسبب إصابة رأسه وركبته وهاتين الأصابتين كان يمكن تجنبهما لو كان يضع حزام الأمان .
أن وضع حزام الأمان لا يعني أننا لن نصاب بحادث سيارة ولكنه يخفف حتما الأصابة كما ان الأبتعاد عن زواج الأقارب لا يعني عدم حدوث أمراض وراثية ولكنه يقلل حتما وبنسبة كبيرة من حدوثها .