في عصر والدي عندما درس الطب في الخمسينات كانت المعلومة الطبية متوفرة فقط في الكتاب أو من خلال الأستاذ وعندما درست الطب في الثمانينات أصبح هنالك مجلات علمية كثيرة وأشرطة فيديو أما الأن فقد أصبح الطب على الأنترنت هل هذا شيئ جيد أم سيئ ؟ ليس هنالك حسن مطلق أو سيئ مطلق ففي الكثير من الأحيان تتوفر المعلومة على النت قبل أن تتوفر في الكتاب وبذلك نحصل على المعلومة بسرعة ولكن في أحيان أخرى تكون هذه المعلومة غير ذات مصداقية أو لم تتعرض لبحث علمي دقيق فيجب أن نأخذها بحذر وأن نعرضها على المنطق والعلم فمثلاً ذكرت في مقالة سابقة موضوع إعتلال اللطخة الشيخي فمنذ عشرة أعوام بدأ الحديث عن إستعمال مضادات الأكسدة (بعض أنواع الفيتامينات ) كوسيلة للوقاية أو إبطاء تطور المرض ونظراً لعدم وجود علاج أخر تلقف الأطباء هذه المعلومة وبدأو بوصف مضادات الأكسدة وبشكل هائل للمرضى حتى أنها بالمحصلة أصبحت معلومة موثقة بالكتب والمراجع العلمية ولكن عندما تفتح النت تجد أربع مئة ألف مقالة كتبت في الموضوع ولكن بعد التدقيق والتمحيص تجد أن من بين كل تلك المقالات عشرة مقالات على الأكثر تستند إلى أبحاث علمية ومعظمها يفيدنا بأن إستخدام مضادات الأكسدة لا يفيد ولا يضر مرضى إعتلال اللطخة الشيخي ويمكن أن نعتبره دواءً نفسياً لهؤلاء المرضى اللذين يفقدون بصرهم تدريجياً . وفي نِفَسٌ السياق تم في عام 2005 نشر مقالة على النت مفادها أن حقن دواء أسمه أفاستين (وهو دواء مستعمل لعلاج سرطان الكولون والمستقيم ) يفيد في علاج إعتلال اللطخة الشيخي وبسرعة أنتشر الخبر لدى أطباء العيون وبدأ الجميع بأستخدامه دون وجود أي دراسة أو أبحاث حوله وقد أصبح مثل دواء (أبو فاس ) يستعمل لكثير من الأشياء تجوز أو لا تجوز . لكن الدواء أثبتت فعاليته في حالات وجود التوعية الجديدة في أي مكان في العين .ومازلنا ننتظر أبحاث مختلفة حول هذا الدواء